حينها نروى سيرة أحد القديسين أو الأبرار فنحن لا يمكننا أن نلم بكل شن فى حياته. نحن نلمس فقط ما هو مستطاع بالنسبة لنا من الخارج . وأما عن عمق العلاقة التى تربط بينه وبين الله فهذه لا يمكن أن نغوص فى تفصيلاتها أو ندرك جوهرها . قد لا يمكننا أن ندخل إلى قدس أقداس القلب الذى حل فيه الله وسكن فيه بل نحن نرى فضائله فقط ونقتدى بها فى حياتنا .

‏وفى هذا الفيلم أردت أن أعرض لإيقونة جميلة عاينتها عن قرب فلقد تتلمذت تحت قدمى نيافة الانبا يوأنس لسنوات طويلة هى سنى حياتى . وعايشته ورأيت الفضيلة متجسدة فى حياته . رأيت الإتضاع أساس الفضائل ورأيت الحب الكبير رأيت الوداعة وتنسمت الطهارة رأيته حبيبا وصديقا لسحابة الشهود أحبهم وأحبوه وتعامل معهم عن قرب كأنهم حاضرون معه .
عاينته طيلة سنى حياتى يتغنى بأنشودة الحب، ويعلمها للناس، وبهذا استطاع أن يكسب قلوب الجميع. وجاء موكب وداعه خير دليل على محبة هذه الألوف لمن عاش فى وسطهم محبا لهم باذلا نفسه لأجلهم .
ولقد وددت أن أجعل هذا الفيلم سفرا يروى سيرة هذا النبع الفياض الذى حمل شعلة الإيمان الأرثوذكسى لقلوب كثيرة والذى فيما يسلم الإيمان عاش الفضيلة التى هى ثمرة الإيمان الحقيقى 0 ‏بل والدليل العملى على هذا الإيمان. وإذ كان قلبه مفعما بالإيمان أثمر عديدا من الفضائل التى تحلى بها، ورأيناها بعيوننا فإستطاع أن يرسم للكثيرين طريق الحياة الأبدية، فبدأ معهم بحياة التوبة ووصل بهم إلى الملكوت فى نهاية الجزء الثالث من بستانه الروحى.
‏إن سيرة نيافة الانبا يوأنس وأعماله ستظل بستانا دائم الخضرة، وستظل سفرا مفتوحاً مكتوباً فيه بأحرف من نور، كيف يمكننا أن نحيا الفضيلة، مكتوب فيه كيف نسلك بالمحبة وكيف نقتتى الوداعة وكيف نحيا بالتسليم . سيظل سفراً مفتوحاً يعبر عن حياة إنسان الله. يتأمل فيه كل راغب فى الفضيلة وكل متعطش لها فيجد شبعا لروحه وغذاء لفكره ومادة لتأمله ونبراسأ يقتدى به وقدوة يمتثل بها .

الجزء الاول من الفيلم التسجيلى

     الجزء الثانى من الفيلم التسجيلى   

     الجزء الثالث من الفيلم التسجيلى   

     الجزء الرابع من الفيلم التسجيلى